يوهان كرويف : تفوق كامل لريال مدريد

مقالة يوهان كرويف من صحيفة البيروديكو الإسبانية يوم 24 ديسمبر 2007.:

يوهان كرويف -انتشار البارسا بالملعب كان كارثياً ، وارتكب كل الأخطاء التي أرتكبها خارج ملعبه خلال الموسم الحالي، لقد انتهت مرحلة تصحيح الأخطاء مساء الأحد، لم يعد هناك وقت.

عندما يخسر فريق مباراة (بارسا – ريال)، علي الجميع إدراك أن ذلك الفريق لم يقدم الجهد المطلوب لتحقيق الفوز، وأن تفوق خصمه كان كاملاً وشاملاً. لا يجب أن يعيد محبو البارسا التفكير في الأمر كثيراً، ريال مدريد قام بما يجيد فعله، والبارسا أرتكب نفس أخطاء الماضي، لعب بدون تركيز أو حتى إصرار، ولا أعنى بالإصرار هنا الجري كالمجانين في أرض الملعب، بل أعنى إنهاء الهجمات بفاعلية وبالسرعة الكافية، وهذا كان مستحيلاً في ظل الانتشار السيئ للاعبي البارسا على الملعب في تلك المباراة.

بالطبع خرج لاعبو الريال من الكامب نو بانطباع أن المباراة كانت سهلة، ربما كانت اكثر سهولة من مباريات عديدة خاضوها أمام فرق متواضعة على مدار الموسم الحالي.
إذا كان الريال قد لعب بأربعة لاعبين من أصحاب الميول الهجومية مثل بابتيستا وراؤول ونيستلروي وروبينيو فيجب أن تفرض عليهم أكثر ما يمقتونه، وهو الجري وراء الكرة.

ولكن البارسا اخفق حتى في إغلاق المساحات، نظرة واحدة منك للملعب وستجد دوماً لاعبين أو ثلاثة من الريال يشكلون حائطاً دفاعياً متماسكاً مع كل لعبة، ثم الاعتماد لاحقاً على الهجمات المرتدة، إنه أسلوب يليق بفريق صغير، ولكنه فعال للغاية في حال وجود لاعبين بنفس كفاءة لاعبي الريال.

انظروا كيف جاء الهدف الأبيض.. إنه هدف رائع بكل المقاييس، يذكرنا دوماً بأن كرة القدم أبسط مما نتصور، وأن التعلم من الأخطاء أمر بالغ الأهمية، كل الفرق الكبيرة لديها هفواتها الخاصة، ولكن لديها هامش لتصحيحها أيضاً.

البارسا مازال يرتكب نفس أخطاء بداية الموسم، بالنظر دوماً إلى ما لا يمتلكه في التشكيلة الأساسية بسبب الإصابة، أولاً كان إيتو، ثم ديكو ومن بعدهما هنري وميسي.. هل كانت مشاركة هذا الأخير بإمكانها إحداث الفارق أمام الريال؟.. ربما، ولكن الفرق الكبيرة هي القادرة دوماً على تعويض خسائرها في التشكيلة الأساسية، وهو شيء تعجز الفرق الصغيرة عن فعله.

البارسا يتوجب عليه اتخاذ إجراء رئيسي وحاسم إذا كان يريد الفوز بلقب ما هذا الموسم. هذا الأجراء هو ضرورة لعب كل مباراة كنهائي مستقل بذاته، وهي العقلية التي أظهرها على نحو خجول إلى حد الآن. في المقابل كانت العقلية السائد للفريق في أغلب مباريات الموسم كانت إهدار الدقائق تلو الأخرى في انتظار عبقرية أحد نجومك. والسؤال هو لماذا الانتظار حتى الدقيقة 85 لفعل ذلك؟ لماذا لا يمكننا بدء المباريات بقوة؟

الريال لم يحسم الليجا بعد. و لا اعتبر أن فارق النقاط السبع هو العدو الأول للبارسا في الفترة المقبلة، العدو الحقيقي له هو البارسا ذاته. لم يعد هناك وقت لتصحيح الأخطاء، كل المباريات المقبلة هي مباريات نهائية، والتعثر في أي خطوة أمر لا يمكن تعويضه.

مشكور

شكراً